- محادثات حول استثمار أمازون في OpenAI قد تصل قيمته إلى عشرة مليارات دولار.
- الصفقة المحتملة قد ترفع تقييم OpenAI إلى أكثر من خمسمائة مليار دولار.
- التعاون يعكس تصاعد الطلب العالمي على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
- المفاوضات تأتي مع استعداد OpenAI لطرح عام أولي محتمل مستقبلًا.
بدأت محادثات جادة بين شركة أمازون وشركة OpenAI خلال الأسابيع الأخيرة في إطار مساع استثمارية واسعة قد تفضي إلى ضخ نحو عشرة مليارات دولار في شركة الذكاء الاصطناعي المعروفة بتطوير ChatGPT، وفقًا لمصدر مطلع على تفاصيل النقاشات. ,أوضح المصدر أن هذه المحادثات ما زالت في مرحلة غير نهائية، وأن طبيعتها تتسم بالمرونة وقابلية التغير، نظرًا لحساسية الصفقة وحجمها وتأثيرها المحتمل على سوق التكنولوجيا العالمي.
أشارت هذه المحادثات إلى إمكانية وصول تقييم OpenAI إلى أكثر من خمسمائة مليار دولار في حال إتمام الاستثمار بالشكل المتداول حاليًا بين الطرفين.
يعكس هذا الرقم المكانة المتقدمة التي باتت تحتلها الشركة في قطاع الذكاء الاصطناعي، في وقت يشهد فيه العالم سباقًا محمومًا بين كبرى الشركات التقنية لتطوير أنظمة قادرة على معالجة البيانات الضخمة، وتقديم نماذج لغوية وذكاء اصطناعي تقترب أكثر من القدرات البشرية في التحليل والتفاعل واتخاذ القرار.
الطلب المتزايد على نماذج الذكاء الاصطناعي
سلطت هذه التطورات الضوء على الطلب المتزايد على القدرات الحوسبية الهائلة، التي أصبحت تمثل العمود الفقري لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة. واستثمرت شركات تقنية كبرى خلال العام الحالي مليارات الدولارات في صفقات مرتبطة بتوفير المعالجات المتخصصة ومراكز البيانات والبنية التحتية السحابية.
كما وقعت شركات مثل إنفيديا وأوراكل اتفاقات بمليارات الدولارات مع OpenAI، في مؤشر واضح على احتدام المنافسة حول توفير الموارد اللازمة لتشغيل وتدريب النماذج الذكية.
في هذا السياق، وقعت OpenAI في شهر نوفمبر الماضي اتفاقًا ضخمًا مع أمازون لشراء خدمات سحابية بقيمة ثمانية وثلاثين مليار دولار، وهو اتفاق اعتبره مراقبون خطوة استراتيجية لتعزيز قدرات الشركة التشغيلية وضمان الوصول إلى بنية تحتية مرنة وقابلة للتوسع. وجاءت المحادثات الاستثمارية الحالية لتعكس توجهًا لدى الطرفين نحو تعميق الشراكة بين الطرفين.
سعت OpenAI خلال الفترة الماضية إلى تنويع شراكاتها التقنية ومصادر تمويلها، في محاولة لتقليل الاعتماد على جهة واحدة في توفير البنية التحتية الحوسبية. ويأتي هذا التوجه في ظل الارتفاع المستمر في تكاليف تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، التي تتطلب استثمارات ضخمة في الطاقة والرقاقات المتخصصة وأنظمة التبريد ومراكز البيانات العملاقة.
أبدى مستثمرون في الأسواق العالمية قدرًا من الحذر إزاء موجة الإنفاق الكبيرة التي يشهدها قطاع الذكاء الاصطناعي، خاصة مع تصاعد التساؤلات حول الجدوى الاقتصادية طويلة الأمد لهذه الاستثمارات. وراقب المستثمرون عن كثب ما إذا كان الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيحافظ على زخمه خلال السنوات المقبلة، أم أن السوق قد يشهد تباطؤًا مع وصول بعض التطبيقات إلى مراحل نضج مبكرة.
جاءت المحادثات بين أمازون وOpenAI في توقيت مهم، حيث بدأت الشركة الأخيرة في وضع أسس أولية للإعداد لطرح عام أولي محتمل في المستقبل. وذكرت تقارير سابقة أن هذا الطرح قد يرفع تقييم الشركة إلى نحو تريليون دولار، وهو ما يضع OpenAI ضمن نخبة الشركات التقنية الأعلى قيمة على مستوى العالم، إلى جانب عمالقة التكنولوجيا التقليديين.
اتجاه OpenAI إلى رقاقات أمازون
احتفظت مايكروسوفت بحصة تقدر بنحو 27 في المئة من OpenAI، كما حصلت على حق حصري لتسويق نماذج الشركة لعملائها في مجال الحوسبة السحابية. وأسهم هذا الترتيب في إزالة قيود كانت تحد سابقًا من قدرة OpenAI على جمع رأس المال وتأمين الموارد الحوسبية اللازمة للتوسع السريع في تطوير منتجاتها وخدماتها.
توقعت تقارير إعلامية أن تعتمد OpenAI بشكل متزايد على رقاقات Trainium التي طورتها أمازون، وهي رقاقات مخصصة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتنافس الحلول التي تقدمها إنفيديا وجوجل في هذا المجال. وأشارت التقارير إلى أن استثمار أمازون المحتمل قد يكون جزءًا من جولة تمويل أوسع، تشارك فيها جهات استثمارية أخرى، بهدف دعم خطط التوسع العالمي للشركة.
بحثت المحادثات أيضًا إمكانية قيام OpenAI ببيع نسخة مؤسسية من ChatGPT إلى أمازون، بما يتيح استخدام هذه التقنيات داخل بيئة العمل والتطبيقات التجارية الخاصة بالشركة. وبقيت تفاصيل دمج بعض الخصائص، مثل أدوات التسوق والخدمات الذكية، قيد الدراسة، في ظل حرص أمازون على تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة المستخدم وزيادة كفاءة عملياتها.
أرى أن هذه التطورات تظهر المكانة المحورية التي أصبحت OpenAI تحتلها في صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية، وقدرتها على اجتذاب استثمارات ضخمة وشراكات استراتيجية قد تعيد رسم توازنات القطاع خلال السنوات المقبلة.