- OpenAI تحقق هوامش أرباح 70% بفضل نمو قطاع المؤسسات.
- ارتفاع الطلب على خدمات ChatGPT يزيد استهلاك رموز الاستدلال 320 مرة.
- استثمارات SoftBank وتعزيز البنية التحتية يدعم توسع الشركة.
- المنافسة مع جوجل تفرض تحديات على جذب المستخدمين وتحقيق الربحية.
سجلت شركة OpenAI ارتفاعًا ملحوظًا في هوامش أرباحها على المستخدمين المدفوعين، حيث بلغت نسبة هامش الحوسبة 70% في أكتوبر 2025، مقارنة بـ52% في نهاية 2024 و35% في يناير من نفس العام، وفق تقرير نشره موقع The Information. وأظهر هذا التحسن قدرة الشركة المتزايدة على تحقيق الربحية من أعمالها المؤسسية على الرغم من ارتفاع تكاليف البنية التحتية وضغط المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
يقيس هامش الحوسبة الحصة من الإيرادات المتبقية بعد تغطية تكاليف تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي للمستخدمين المدفوعين. وأشار الارتفاع الكبير إلى كفاءة OpenAI في خدمة قاعدة مستخدميها المتنامية بسرعة، والتي تتضمن أكثر من مليون عميل أعمال و800 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا.
كما ساهمت الاستثمارات في تحسين البنية التحتية وتوسيع قدرات النماذج في رفع الكفاءة التشغيلية وتحقيق هوامش أعلى على العمليات القائمة.
استثمارات SoftBank في OpenAI
تزامن تحسن الربحية مع جهود مجموعة SoftBank لإكمال استثمارها المتبقي بقيمة 22.5 مليار دولار في OpenAI قبل نهاية العام. وسبق لمجموعة SoftBank أن باعت كامل حصتها البالغة 5.8 مليار دولار في شركة Nvidia كما تصرفت في 4.8 مليار دولار من حصصها في T-Mobile US لتوفير السيولة اللازمة.
تم الاتفاق على الاستثمار في أبريل 2025 على أساس تقييم قيمته 300 مليار دولار، لكن قيمة OpenAI ارتفعت منذ ذلك الحين، وأشارت مصادر إلى أن الشركة قد تسعى لجمع تمويل إضافي يصل إلى 100 مليار دولار بتقييمات بين 750 و830 مليار دولار.
ربطت دفعة SoftBank الأخيرة بتحول OpenAI إلى شركة ربحية، وهو ما تم في أكتوبر 2025. ومنذ ذلك الحين، سعت OpenAI للحصول على تمويل إضافي من مستثمرين آخرين، بما في ذلك شركة أمازون، مع توقعات أن يصل تقييم الشركة إلى نحو 900 مليار دولار. وأتاح هذا التمويل تعزيز استثمارات الشركة في البنية التحتية لتوسيع قدرات الحوسبة وتحسين الخدمات لمستخدمي قطاع الأعمال والمستخدمين الفرديين على حد سواء.
شهدت OpenAI زيادة في الضغط التنافسي بعد إعلان الرئيس التنفيذي سام ألتمان عن حالة “الإنذار الأحمر” في أوائل ديسمبر، عقب إصدار شركة Alphabet النسخة الجديدة Gemini 3، والتي تفوقت على نماذج OpenAI في بعض المقاييس. ووجه الإنذار فرق العمل للتركيز على تحسين جودة وسرعة وموثوقية ChatGPT، ما أدى إلى تأجيل بعض المبادرات الأخرى مثل خطط الإعلانات ووكلاء الذكاء الاصطناعي الجدد.
استجابت الشركة سريعاً من خلال إطلاق GPT-5.2 منتصف ديسمبر، والذي قالت OpenAI إنه أعاد الشركة إلى الصدارة في معايير الأداء. وواصلت الأعمال المؤسسية للشركة التوسع، حيث زاد حجم رسائل ChatGPT ثمانية أضعاف مقارنة بالعام السابق، بينما ارتفع استهلاك رموز الاستدلال في واجهة برمجة التطبيقات 320 مرة. وعزز هذا النمو مكانة الشركة في سوق المؤسسات، الذي أصبح يشكل جزءاً أساسياً من الإيرادات.
النمو المالي والتوقعات المستقبلية
توقعت OpenAI أن يصل الإيراد السنوي إلى نحو 20 مليار دولار بنهاية 2025، مقارنة بأربعة مليارات دولار في 2024. واستثمرت الشركة بشكل كبير في البنية التحتية، ما أدى إلى توقع حرق حوالي 8 مليارات دولار نقدًا خلال العام الجاري. كما أعلنت عن التزامها بإنفاق 1.4 تريليون دولار على البنية التحتية خلال السنوات الثماني المقبلة، في مسعى للحفاظ على موقعها كشركة الذكاء الاصطناعي الخاصة الأعلى قيمة في العالم.
ساعدت الاستثمارات المكثفة في الحوسبة والتوسع السريع في قاعدة العملاء على رفع كفاءة التشغيل وتحسين هوامش الربحية، في وقت يواجه السوق منافسة متزايدة من شركات أخرى تعمل على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة. ورغم التحديات، حافظت OpenAI على نمو سريع في أعمالها المؤسسية وزيادة الطلب على خدماتها، ما يعكس قدرة الشركة على الموازنة بين الاستثمار في الابتكار وتحقيق العوائد المالية.
وجهة نظر: رغم النتائج الإيجابية في هوامش الربحية والنمو السريع، تواجه OpenAI تحديات كبيرة في المستقبل، لا سيما في ظل المنافسة الشديدة مع جوجل التي توفر جزءًا كبيرًا من خدماتها مجانًا للمستخدمين.
يجعل هذا النموذج من الصعب على OpenAI المحافظة على التوسع نفسه في قطاع الأفراد بينما تسعى لتحقيق الربحية، ما يضع الشركة أمام معادلة دقيقة بين جذب المستخدمين والاستثمار المكثف في البنية التحتية والحفاظ على الأداء المتميز لنماذجها.