التكنولوجيا

Google تطلق VaultGemma: أكبر نموذج لغوي يركز على حماية الخصوصية

Google تطلق VaultGemma: أكبر نموذج لغوي يركز على حماية الخصوصية

  • VaultGemma من Google يمثل أكبر نموذج لغوي يركز على الخصوصية التفاضلية.
  • النموذج يعتمد على خوارزمية DP-SGD لحماية البيانات الحساسة.
  • الأداء أقل من النماذج التقليدية لكنه يوازن بين الخصوصية والاستخدام العملي.
  • Google تتيح النموذج وأوزانه للجمهور لتسريع البحث العلمي.

أعلنت Google AI Research بالتعاون مع DeepMind عن إطلاق نموذجها الجديد VaultGemma الذي يمثل نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي.

يأتي هذا النموذج بحجم مليار باراميتر، ليكون الأضخم حتى الآن بين النماذج مفتوحة الأوزان التي جرى تدريبها بالكامل باستخدام تقنيات الخصوصية التفاضلية.

ويُعد الإعلان الذي قدمه Jeff Dean، كبير علماء Google، بمثابة إعلان عن مرحلة جديدة تعيد رسم حدود العلاقة بين الخصوصية والذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع تصاعد النقاشات العالمية حول أمن البيانات وحمايتها من التسريب أو الاستغلال غير المشروع.

معالجة مخاطر تسريب البيانات

يطرح انتشار النماذج اللغوية الضخمة تحديًا محوريًا يتعلق بقدرتها على تذكر البيانات التي تدربت عليها، بما في ذلك المعلومات الحساسة أو الخاصة. وتُعرف هذه التحديات بهجمات الاستذكار، حيث يسعى المخترقون أو الباحثون إلى استخراج بيانات المستخدمين التي قد تكون مُضمنة في النماذج.

يأتي VaultGemma ليقدم حلولًا عملية لهذه المعضلة؛ إذ يعتمد على تقنيات الخصوصية التفاضلية التي تضيف ضوضاء محسوبة أثناء التدريب، ما يضمن أن أي مدخل فردي في البيانات لا يمكن أن يترك أثرًا واضحًا أو يُستعاد من خلال مخرجات النموذج.

تفاصيل تقنية دقيقة

يعتمد VaultGemma على خوارزمية DP-SGD، أو الانحدار العشوائي التدريجي مع الخصوصية التفاضلية. وهي ببساطة طريقة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل يحافظ على الخصوصية. الفكرة أنها تمنع أي نقطة بيانات واحدة من التأثير بشكل مبالغ فيه على عملية التعلم.

يتم ذلك أولًا بقص القيم الكبيرة أو الشاذة حتى تظل ضمن حد آمن، ثم إضافة ضوضاء عشوائية صغيرة تجعل من المستحيل تقريبًا معرفة تفاصيل أي شخص من البيانات. وبهذا يتعلم النموذج أنماطًا عامة من كل البيانات، من دون أن يكشف أي معلومات حساسة.

جرى تدريب النموذج على مجموعة بيانات ضخمة تحتوي على 13 تريليون رمز، وهي نفس المجموعة المستخدمة مع نموذج Gemma 2.

وتتألف هذه البيانات من نصوص إنجليزية مأخوذة من مستندات الويب، شيفرات برمجية، ومقالات علمية، ما يضمن تنوعًا واسعًا في مصادر المعرفة ويمنح النموذج قدرة أفضل على التعامل مع الاستخدامات العملية.

قوانين جديدة للتوسع

لم تكتف Google بتطوير النموذج فقط، بل قدمت أيضًا إطارًا نظريًا جديدًا عبر وضع قوانين توسع خاصة بالنماذج التي تعتمد الخصوصية التفاضلية.

تسمح هذه القوانين بفهم أوضح للتوازن بين ثلاثة عناصر أساسية هي القدرة الحاسوبية، مستوى الخصوصية، والأداء. وتساعد هذه القوانين الباحثين على التنبؤ بمستويات الأداء قبل بدء التدريب، ما يقلل من الهدر في الموارد ويوجه عمليات التطوير بكفاءة.

تم تدريب VaultGemma باستخدام عنقود ضخم يضم 2048 رقاقة من نوع TPUv6e، وهو ما يعكس حجم الاستثمار الكبير في هذه التجربة، حيث تتطلب تقنيات الخصوصية التفاضلية موارد حسابية إضافية بسبب إدخال الضوضاء وحسابات الخصوصية المستمرة.

الأداء مقابل الخصوصية

رغم كل هذه المزايا، يبقى الأداء تحديًا قائمًا. فقد أظهرت الاختبارات أن VaultGemma يتأخر عن النماذج غير الخاصة بعدة سنوات من حيث الأداء. على سبيل المثال، حصل النموذج على 26.45 نقطة في اختبار ARC-C، بينما حصل نموذج Gemma-3 1B غير الخاص على 38.31 نقطة.

ورغم ذلك، فإن أهمية VaultGemma تكمن في كونه إثباتًا عمليًا أن النماذج يمكن أن توفر مستويات خصوصية عالية مع الحفاظ على أداء عملي قابل للاستخدام. ومع استمرار البحث، من المتوقع تضييق الفجوة بين النماذج الخاصة وغير الخاصة في السنوات القادمة.

إتاحة عامة ومصادر مفتوحة

واحدة من أهم خطوات Google هي جعل VaultGemma متاحًا بشكل مفتوح للجمهور. فقد نشرت الشركة أوزان النموذج على منصات مثل Hugging Face وKaggle، إلى جانب تقرير تقني شامل وأوراق بحثية توضح المنهجية الكاملة للتطوير.

بهذه الخطوة، تسعى Google إلى تسريع البحث والتطوير العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي الخاص بالخصوصية، وتشجيع الباحثين على البناء فوق هذا الإنجاز بدلًا من البدء من نقطة الصفر.

موقع Google في سباق الخصوصية

مع إطلاق VaultGemma، تؤكد Google مكانتها في طليعة السباق العالمي نحو تطوير ذكاء اصطناعي يحترم الخصوصية. تأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه الضغوط التنظيمية حول العالم، حيث تفرض الحكومات والهيئات التشريعية قوانين أكثر صرامة بشأن جمع البيانات واستخدامها.

ويظهر VaultGemma كحل عملي يوازن بين الطموحات التقنية وضرورات الامتثال القانوني، وهو ما قد يمنح Google ميزة تنافسية أمام الشركات الأخرى.

انعكاسات مستقبلية

يفتح VaultGemma الباب أمام مستقبل جديد للذكاء الاصطناعي، حيث يصبح احترام خصوصية المستخدمين جزءًا أصيلًا من التصميم وليس خيارًا إضافيًا.

من المتوقع أن تؤثر هذه الخطوة في كيفية تطوير النماذج المستقبلية، سواء لدى Google أو منافسيها، حيث سيتعين على الشركات التفكير في الخصوصية منذ اللحظة الأولى لتصميم النماذج.

ورغم أن الأداء الحالي لا يوازي النماذج التقليدية، إلا أن التوجه العام يشير إلى أن المجتمع العلمي يسعى إلى سد الفجوة تدريجيًا.

وإذا تحقق ذلك، فقد يصبح VaultGemma نقطة تحول تذكر في تاريخ الذكاء الاصطناعي، باعتباره أول نموذج ضخم يبرهن على إمكانية الجمع بين قوة الذكاء الاصطناعي وحماية البيانات على نطاق واسع.

?xml>

السابق
يعتمد ليفربول على بطولات اللعبة المتأخرة لتحقيق فوز آخر
التالي
Aggies ترتفع إلى أعلى 10 ؛ Vandy ، GT ، USC في المرتبة

اترك تعليقاً