إذا كنت متابعًا لسوق الهاردوير، فربما صادفت أخبار ارتفاع أسعار وحدات الـ SSD المزودة بـ DRAM. لسوء الحظ، ووفقًا لتقريرٍ صدر عن مؤسسة TrendForce، فالأسعار لن تتوقف عن الصعود، على الأقل حتى نهاية هذا العام.
التوقعات تُشير إلى زيادات تتراوح بين 8 إلى 13%، وربما أكثر. والأسباب المباشرة أن كبار الموردين حاليًا باتوا يُركزون على خدمة قطاع السيرفرات والذكاء الاصطناعي، وليس المستخدمين العاديين مثلي ومثلك.
فبعد أن صارت هذه الزيادة السعرية واقعًا ملموسًا، دعونا نعرف تفاصيل أكثر حول ذواكر الـ DRAM بوحدات الـ SSD. ما هي تحديدًا؟ وما مدى أهميتها؟ وهل يُفضل أن تتنازل عنها أحيانًا حتى لو كنت تملك القدرة المادية؟ كل هذا وأكثر سنعرفه من خلال هذا المقال.
ما هي DRAM؟
مصدر الصورة: Wikipedia
هي نوع من أنواع ذاكرة الوصول العشوائي (لهذا تُسمى ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية Dynamic Random Access Memory)، وظيفتها ببساطة تخزين البيانات مؤقتًا حتى يتم الوصول إليها بسرعة.
الـ DRAM ليست مقتصرة على وحدات الـ SSD فقط بالطبع، حيث توجد بالرامات أيضًا تحت مُسمى DDR، وكارت الشاشة باسم GDDR، لكن حديثنا من الآن فصاعدًا سيختص بوحدات الـ SSD، لذا وجب التنويه.
ما هي ذواكر DRAM بوحدات الـ SSD؟
هذا هو السؤال الصحيح؛ الـ DRAM في الـ SSD هي عبارة عن ذاكرة مؤقتة عالية السرعة تعمل كحلقة وصل بينه -الـ SSD- وبين المعالج.
فكما يعرف معظمنا، تتكون وحدات الـ SSD من خلايا أو كتل أصغر تُعرف بالـ NAND Flash. وظيفة هذه الكتل أنها تعمل كـ “ذاكرة غير متطايرة Non-Volatile Memory”، أي تحافظ على البيانات بشكل دائم.
مصدر الصورة: StoredBites
لكن مشكلة الـ NAND Flash -بدون الخوض في تفاصيل معقدة- أن سرعة استدعاء المعلومات منها -خصوصًا عمليات الكتابة- أبطأ بكثير مقارنةً بالـ DRAM، والسبب أن العمليات تتم على كتل كاملة، حتى لو كانت البيانات صغيرة، ناهيك أنها تحتاج إلى دورات متكررة من الشحن والتفريغ لتخزين كل بت.
في المقابل، تتيح الـ DRAM إمكانية الوصول لأي موقع في الذاكرة مباشرةً تقريبًا. وعلى الرغم من حاجتها للشحن والتفريغ أيضًا، فإن البيانات تُخزَّن مؤقتًا في مكثفات كهربائية تُسرع العملية بشكل فائق.
أهمية ذواكر DRAM في الـ SSD
عرفنا أن سرعة الـ DRAM أكبر من سرعة الـ NAND Flash، لكن إلى أي مدى؟
حسنًا، تتميز سرعة الـ DRAM بزمن وصول للبيانات يتراوح بين 10 إلى 100 نانوثانية. هل تعرف ما معنى هذا؟ معناه أن سرعة الـ DRAM تفوق الـ NAND Flash بـ 500-1000 مرة في معظم الحالات، وذلك لأن زمن وصول الـ NAND Flash هو 50-100 ميكروثانية.
بالإضافة إلى السرعة، تُطيل ذواكر الـ DRAM المؤقتة العمر الافتراضي لوحدة التخزين، وذلك لأنها تقلل الضغط على خلايا الـ NAND. يمكننا أن نقول إن ذواكر الـ DRAM تحظى بعمر افتراضي أطول بـ 15-25%، أو ما يمكن أن يُترجم إلى سنة أو اثنتين إضافيتين، مقارنةً بوحدات الـ SSD الخالية من الـ DRAM.
الميزة الثالثة، والأخيرة، أن ذواكر الـ DRAM تمتاز بأداء ثابت حتى عند ضغط العمل، أساسًا هي مُصممة لذلك. كما أنها ستمدك بأداء سلس طوال فترة الاستخدام تقريبًا وبغض النظر عن المهمة التي تفعلها على الحاسوب.
وماذا عن العيوب؟
حتى قبل أخبار زيادة الأسعار، كان سعر وحدات الـ SSD المزودة بـ DRAM هو العيب الوحيد تقريبًا (بفارق 15-30 دولار تقريبًا). ربما يكون استهلاك الطاقة عيبًا آخر، حيث يصل في بعض الحالات إلى نصف إجمالي استهلاك الحاسوب بالكامل! لكن هذا في الخوادم أو السيرفرات عالية الأداء فقط. الحواسيب الاستهلاكية لا تعاني إطلاقًا من هذه المشكلة.
عدا سلبية السعر هذه، لن يكون لوحدات الـ SSD المزودة بـ DRAM أي عيبٍ يُذكر، إلا إذا تصيدنا المشاكل. لكن، هل هذا يعني أنك يجب أن تقتني وحدات الـ SSD ذات الـ DRAM دائمًا؟ ليس بالضبط.
كيف تختار الـ SSD المناسب؟
أو بصيغة أخرى: متى تختار SSD بـ DRAM ومتى تختار SSD بدون DRAM؟
يعتمد الاختيار على طبيعة استخدامك، فإذا كنت مُصمم جرافيك أو مونتير، يُفضل أن تستخدم الوحدات التي تحتوي على DRAM، حيث تستفيد منها برامج مثل Photoshop وPremiere وAutoCAD، وغيرهم. الأمر نفسه ينطبق على ألعاب الـ AAA، ومشاريع الذكاء الاصطناعي، وأي مهمة مُتطلبة أخرى.
مصدر الصورة: Planly
على الجانب الآخر، إذا كان استخدامك للحاسوب يعتمد على التصفح والألعاب الخفيفة، فالـ DRAM لن تفيدك كثيرًا، حيث تملك وحدات الـ SSD الخالية منها وسائلها الخاصة لتسريع الاستجابة.
من أشهر هذه الوسائل الـ HMB، أو الـ “Host Memory Buffer”، وهي عبارة عن ذاكرة مؤقتة أخرى يتم استعارتها من جزءٍ بسيط من الرامات، عادة لا يتخطى بضع عشرات الميجابايتس. سرعة الـ HMB لا تُقارن بسرعة الـ DRAM أيضًا، لكنها تؤدي الغرض.
مصدر الصورة: Apacer
أظهرت بعض التقارير أن وحدات الـ SSD الخالية من الـ DRAM والـ HMB أبطأ من تلك المزودة بـ DRAM بحوالي 60-70%. لكن مع استخدام الـ HMB، تقل هذه الفجوة من 30-50%، وهذا ليست نسبة سيئة.
الخلاصة: تقدم وحدات الـ SSD المزودة بـ DRAM فرقَ أداءٍ ملحوظ مقارنةً بنظيراتها الخالية من الـ DRAM. ظهور فرق الأداء هذا من عدمه يعتمد على استخدامك. في حالة الألعاب والمهام المتطلبة، الفرق يكون واضحًا في أوقات التحميل الأسرع والاستجابة وثبات الأداء، إلخ. نحن لا نقول إنه سينقل التجربة من “سيء” لـ “جيد”، لكن من “جيد” لـ “أفضل”.
إذا كنت تملك القدرة المادية في الوقت الراهن، اذهب مع خيار الـ DRAM دون تفكير، حتى لو كان استخدامك لا يتطلب ذلك حاليًا. فكر دائمًا في خيارات الترقية ولا تأمن لغدر الأسعار التي ترتفع بالفعل. أما إذا كنت غير قادر على تحمّل الفارق السعري، فلا تُعطِ الـ DRAM أكبر من حجمه وانتظر علَّ الأسعار تهدأ قليلًا. في كل الأحوال لن تخسر شيئًا!
?xml>