- تطبيق Sora من OpenAI حقق 108 ألف تحميل خلال يومين فقط.
- المنافسة اشتعلت بين Sora وGemini وسط تزايد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي.
- المستخدمون أظهروا شغفًا أكبر بالتطبيقات متعددة الوسائط المرئية والصوتية.
- جدل متصاعد حول قضايا العلامات التجارية والمحتوى المضلل.
شهدت ساحة التطبيقات العالمية حدثًا بارزًا مع إطلاق OpenAI لتطبيق Sora في الثلاثين من سبتمبر. وقد مثل هذا التطبيق نقلة نوعية إذ اعتمد على نسخة مطورة من نموذج الفيديو التوليدي الذي طال انتظاره.
ورغم اقتصاره على الدعوات فقط، فقد جذب التطبيق اهتمامًا واسعًا منذ اللحظة الأولى، ما وضعه سريعًا في المرتبة الثالثة على متجر التطبيقات.
اقرأ أيضًا: إطلاق Sora 2 | أحدث خدمات OpenAI لتوليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي
انطلاقة قوية بالأرقام
حقق Sora أرقامًا لافتة في أول يوم له داخل السوق الأمريكي حيث سجل 56 ألف تحميل. وارتفع هذا الرقم في اليوم الثاني ليبلغ 108 ألف عملية تثبيت وفق بيانات منصة AppFigures.
وضعت هذه الأرقام التطبيق في موقع متقدم يعكس حجم الترقب الذي سبقه. وأشار تقرير تقني إلى أن هذه الانطلاقة جاءت بمستوى مقارب لانطلاقة تطبيق Grok التابع لشركة xAI، لكنها ظلت أقل قليلًا من أرقام البداية لتطبيقات ChatGPT وGemini التي تجاوزت 80 ألف تحميل في يومها الأول.
تزايد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي
أثبتت هذه النتائج أن الخطاب الذي يكرر أن المستخدمين العاديين لا يهتمون بالذكاء الاصطناعي قد فقد الكثير من وجاهته. فقد تصدر تطبيق Gemini التابع لجوجل قوائم متجر التطبيقات لأسابيع طويلة، بينما تمكنت OpenAI من إدخال تطبيقين متزامنين إلى المراتب الثلاث الأولى.
وقد عكست هذه الظاهرة تعطشًا مستمرًا للتجارب الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، خصوصًا حين امتزجت بالجانب البصري من صور وفيديوهات.
الاهتمام بالتعددية الحسية
برزت ملاحظة مهمة من خلال المشهد الحالي، إذ سيطر على المراتب الأولى تطبيقان يعتمدان على التعددية الحسية والتفاعل مع الوسائط المتعددة، وليس على النصوص وحدها.
فقد أظهرت التطبيقات التي تمنح المستخدمين قدرات بصرية وصوتية اهتمامًا أوسع، لاسيما على الهواتف المحمولة التي تمثل مركز التجربة اليومية. وأوحى ذلك بأن المرحلة القادمة من تطور الذكاء الاصطناعي سوف تركز أكثر على عناصر المشاهدة والمشاركة بدل الاقتصار على المحادثة النصية.
منافسة مستعرة بين العمالقة
واجه إيلون ماسك تحديات جديدة بعدما رفع دعاوى ضد Apple وOpenAI متهمًا إياهما بأن المستخدمين لا يجدون حماسة حقيقية تجاه Grok. لكن السوق أظهر وجهًا آخر إذ واصلت كل من جوجل وOpenAI كسب المزيد من التفاعل والإقبال، ما زاد من صعوبة معركة ماسك في هذا المجال.
وقد منح نجاح Gemini وSora دليلًا حيًا على أن التطبيقات القادرة على توليد صور مطابقة للمراجع أو فيديوهات فائقة الواقعية تستطيع أن تجد مكانها بقوة في الهواتف الذكية.
آفاق التطبيق الجديد
توقع مراقبون أن يستمر Sora في حصد المزيد من الشعبية بفضل مزيجه المميز من الخصائص الاجتماعية إلى جانب الفيديوهات التوليدية التي بدت واقعية بدرجة لافتة.
غير أن هذه القوة التكنولوجية لم تمر من دون إثارة جدل واسع، إذ بدأت أصوات ترتفع محذرة من قضايا تتعلق بانتهاك العلامات التجارية واحتمال انتشار محتوى رديء أو مضلل عبر المنصات الاجتماعية.
بين الجاذبية والمخاطر
فتح صعود Sora الباب أمام نقاش جديد حول التوازن بين الابتكار والمخاطر. فقد رحب المستخدمون بالإمكانات الإبداعية التي أتاحها التطبيق، لكن خبراء التقنية والقانون شددوا على ضرورة مراقبة الآثار المترتبة على استخدامه، سواء من حيث حقوق الملكية الفكرية أو من حيث تأثير المحتوى الذي قد ينتجه على النقاشات العامة.
وبدا أن المستقبل سيحمل جدلًا مستمرًا بين من يرى في هذه التقنيات فرصة ذهبية للابتكار الفني والاجتماعي، وبين من يخشى آثارها على صدقية الإعلام وثقة المستخدمين.
ملامح المرحلة القادمة
أظهر دخول Sora إلى صدارة التطبيقات أن سوق الذكاء الاصطناعي يعيش مرحلة نضج جديدة. فلم يعد الأمر مقتصرًا على محادثات نصية أو روبوتات للدردشة، بل تحولت المنافسة نحو تطبيقات قادرة على المزج بين الإبداع المرئي والتجربة الاجتماعية.
ومن الواضح أن هذه المرحلة سوف تشهد سباقًا محتدمًا بين الشركات الكبرى لتقديم تطبيقات لا تجذب المستخدمين فحسب، وإنما تؤثر أيضًا على طريقة تفاعلهم مع التكنولوجيا في حياتهم اليومية.
?xml>