الوصية للوالدين .. والميراث للأبوين

الوصية للوالدين .. والميراث للأبوين

هكذا يقول القرآن .. فهل يوجد فرق بين الوالدين والأبوين أم هو مجرد تنوع لفظي لا يقدم ولا يؤخر؟

..بالتأكيد هناك فرق من عدة وجوه وسأتطرق في هذه السطور إلى الفرق الأساس:

* والداك -الوالد والوالدة - هما اللذان ولداك .. أي خرجت منهما ،من صلبه وترائبها .. ولهذا سميا والدين .

* أما أبواك - الأب والأم - فهما اللذان ربياك ونشاك ورزقاك ومنحاك عطف الأبوة ودفء الأمومة ..والغالبية العظمى من شريحة الآباء -ولنقل بنسبة 95% - هم في الأصل الوالدان -الوالد والوالدة- وفي هذه الحالة فهم

يرثون أبناءهم .. ولكن هل لهم حق في الوصية؟

في تقديري لا ، فلا وصية لوارث

حسنا .. فماذا عن آية : الوصية للوالدين .. هل هي منسوخة، في تقديري لا أيضا .. ولكنها تعني شريحة ال 5% المتبقية .

قد يحدث أن يرميك والدك في الشارع صغيرا ويتركك لمصيرك وحيدا لسبب أو لآخر دون أن يقوم بواجب الأبوة تجاهك ..فهل يسمى أبا ؟ أم مجرد والد؟

كما قد يحدث أيضا أن ترميك والدتك رضيعا بعد طلاقها مثلا لتكون أنت ضحية خلاف والديك دون أن تقوم هي بواجب الأمومة تجاهك .. 

*فهل تسمى أما أم مجرد والدة ؟

في تقديري أن هذه الشريحة -شريحة ال 5%- لا يدخلون ضمن كلمة (أبويك) .. هما والدان فقط .. وليس لهما حق في الميراث. بل لهما حق الوصية فقط .. ولهذا فآية الوصية ليست منسوخة على أنه يجب الإحسان إليهما وإن أهملاك ولم تحظ منهما بنفع .. هما قاما فقط بعملية بيلوجية شهوانية وأنتجاك .. يعني

لم يتعبا ولم يقوما بواجب الأبوة والأمومة .. ولهذا ركز القرآن على الإحسان إلى الوالدة أكثر لأنها تعبت على الأقل بحملك ووضعك ولتوضيح الفرق أكثر نجد في القرآن خطابا للمسيح بصيغتين: "اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك" فجاءت كلمة (والدة) حين

كان صغيرا ليتذكر هذه النعمة. والصيغة الثانية: "أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين"

فجاءت كلمة (الأم) بعد أن نشأ وترعرع في حجرها وبات شابا يبلغ الناس رسالة الله لقد كان النص المحكم دقيقا في لفظه حين قال:

"الوصية للوالدين" ولم يقل: للأبوين كما كان دقيقا في لفظه حين قال: "ولأبويه لكل واحد منهما السدس" ولم يقل: ولوالديه

إن كلمة (أبويه) تتسع لدلالات لا تتسع لها كلمة والديه : - فقد تعني الأبوين من شريحة 95%

- وقد تعني من قاما بتربيتك وتنشئتك وإن لم يكونا والدين . - كما قد تعني الجد والجدة وما علا حال عدم وجود الأب ولأم. 

خلاصة الأمر : النص القرآني محكم وكل لفظ يأتي في محله ولا مجال للاستبدال والترادف .

والله تعالى أعلم .