التكنولوجيا

السرعة ليست كل شيء: عيوب خفية في ذواكر DDR5 قد لا تعرفها

السرعة ليست كل شيء: عيوب خفية في ذواكر DDR5 قد لا تعرفها

مرت بضعة سنوات منذ إصدار ذواكر DDR5 في الأسواق بعد إعلان منظمة JEDEC عن المعيار الجديد لأول مرة عام 2020، ولقد استقرت كمعيار أساسي للحواسيب الحديثة، مما يجعل المقارنة بينها وبين ذواكر DDR4 أمرًا غير مُستساغ.

رغم المنافع العديدة لذاكرة DDR5، ومن بينها انخفاض السعر نتيجة وفرة المعروض مقارنةً بطلب السوق، بخلاف DDR4 التي يستعد المصنعون للتوقف عن إنتاجها قريبًا، إلا أن DDR5 ليست خالية من العيوب. بعض هذه العيوب قد تُفاجئك، خاصة إذا كنت تنتقل إليها من DDR4، هذا الجيل الأقدم من الذواكر.

قد تغريك السرعات الفائقة لذواكر DDR5 بشرائها وتطوير حاسوبك، إلا أن منافعها قد لا تكون متناسبة مع سعرها، وخاصةً مع عيوبها التي قد تسبب بعض المشكلات غير المتوقعة لحاسوبك، التي أنت في غنى عنها. لهذه الأسباب، نستعرض بهذه المقالة ثلاثة عيوب خفية لذواكر DDR5 قد تجهلها.

السرعة على حساب الاستقرار: ذواكر DDR5 غير مستقرة

أربعة قطع من ذواكر DDR5 – المصدر: Corsair

بالرغم من سرعات النقل العالية وعرض النطاق الترددي الكبير “Bandwidth” لذواكر DDR5، فإنه يصعب تشغيلها بشكل موثوق عند تركيب أكثر من قطعتين “Sticks” من الذواكر في اللوحة الأم. يعود السبب وراء هذه المشكلة الحساسية العالية للإشارات وتطلب ذواكر DDR5 المزيد من تنظيم الجهد “Voltage” مقارنةً بذواكر DDR4.

تظهر مشكلة عدم الاستقرار هذه عند تركيب أربع قطع من الذواكر معًا في اللوحة الأم، حيث ستفشل معظمها في الوصول لسرعات قريبة من الترددات القصوى المعتمدة، ولو تزامن ذلك مع تقنيات كسر سرعة الذواكر XMP من Intel وEXPO من AMD.

تمثل إشارات DDR5 ضغطًا على وحدة تحكم الذاكرة المدمجة “IMC” الخاصة بوحدة المعالجة المركزية “CPU”، كما أن تثبيت أربع قطع من ذواكر DDR5 على اللوحة الأم يؤدي إلى زيادة الضغط على النظام. وفي هذه الحالة، يصبح تحقيق الاستقرار أمرًا أكثر صعوبة، ويتطلب سرعات نقل أقل، وتوقيتات أبطأ، وجهدًا كهربائيًا أعلى.

للأسف الشديد، قد يمثل ذلك صدمةً لبعض المستخدمين أصحاب الأموال الذين يتوقعون تشغيل أربع قطع من الذواكر بحجم إجمالي 64 أو 128 جيجابايت بنفس السرعات المدونة على العلبة. ويا للصدمة لو كانت هذه السرعات محسوبةً بعد كسر السرعة دون وضع تنويه، إنه مأزق لا تتمناه Corsair نفسها لألد أعدائها!

بطء إقلاع النظام: ذواكر DDR5 ليست الأسرع دائمًا

الإقلاع بذواكر DDR5 – المصدر: XPG

قد تصدمك هذه المعلومة، ولكن ذواكر DDR5 أبطأ في وقت إقلاع “Boot” نظام Windows مقارنةً بذواكر DDR4. السبب وراء ذلك، هو عملية تدريب الذاكرة المطلوبة للتحقق من دقة إعدادات الجهد، مما يزيد من الوقت المُستغرق لعملية الإقلاع قبل الوصول لسطح المكتب.

في الواقع، قد يؤثر إصدار اللوحة الأم نفسها على وقت الإقلاع اعتمادًا على تفعيل ميزة الإقلاع السريع وفروقات واجهة البرمجية الأساسية الموحدة القابلة للتوسعة “UEFI”. شخصيًا، أعتقد أن بطء وقت الإقلاع سبب كافٍ للبقاء مع ذواكر DDR4 إذا كان الهدف من تغيير اللوحة الأم يتعلق بالذواكر بصورة أساسية.

قد يبدو ذلك سببًا تافهًا لبعض المستخدمين، ولكن قلة من المستخدمين الذين لا يحبون وضع السكون “Sleep” بسبب المشكلات المرتبطة به أو الذين يفضلون إيقاف تشغيل “Shutdown” الحاسوب تمامًا قد يعانون كثيرًا مع بطء وقت التشغيل.

لكن إذا أردنا وضع الأمور في نصابها الصحيح والتمتع ببعض الحيادية، فعلينا توضيح أن بعض اللوحات الأم المزودة بذواكر DDR5 قد تستغرق دقيقةً للإقلاع الكامل فور الضغط على زر التشغيل وحتى الوصول لسطح المكتب، وهو ما يُعد أبطأ بصورة ملحوظة من ذواكر DDR4.

محدودية مكاسب الأداء: ذواكر DDR5 لا تقدم قفزة هائلة

أداء ذواكر DDR5 – المصدر: Kingston

الآن، نتطرق لموضوع شائك للغاية يثور عند الحديث عن ذواكر DDR5، ألا وهو مكاسب الأداء، فهل يستحق الأمر الترقية من ذواكر DDR4؟ بدايةً، لا مجال للمنازعة بأن ذواكر DDR5 تقدم أداءً أفضل مع الألعاب من ذواكر DDR4، ولكن في الحقيقة لا تهم مكاسب الأداء العملي معظم المستخدمين.

لتدرك الفارق الفعلي بين ذواكر DDR4 وDDR5 في الألعاب، يكفي أن تعلم أنه إذا شغلت لعبة بدقة 1080 بكسل على حاسوب مزود بكرت شاشة متوسط ومعالج اقتصادي، ثم استبدلت ذواكر DDR4 بسرعة 3200MT/s بذواكر DDR5 بسرعة 6400MT/s، فإن الزيادة في معدل الإطارات لن تتجاوز 15% إلى 20%.

قد يبدو ذلك تحسنًا كبيرًا، ولكن بمجرد تحويل نسبة الزيادة لمعدل إطارات فعلي، ستلاحظ ارتفاع معدل الإطارات من 150 إلى 180 إطارًا بالثانية كحد أقصى. ومع الاستمرار في رفع الدقة، يقل معدل الإطارات ويقل معه الفارق في أداء الألعاب بين ذواكر DDR5 وذواكر DDR4.

ومع ذلك، لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نوصي بتجميع حاسوب في عام 2025 باستخدام ذواكر DDR4، ولوحة أم ومعالج من الأجيال القديمة. ومع أن الترقية إلى DDR5 تبدو خيارًا منطقيًا للمستقبل، إلا أننا ننصح من يفكر في التحديث بعدم التسرّع وشراء ذواكر DDR5 فقط بسبب سرعاتها النظرية العالية، إذ توجد اعتبارات أخرى لا تقل أهمية.

في النهاية

شك أن ذواكر DDR5 أثبتت نفسها كمعيار أساسي في تجميعات الحواسيب الحديثة منذ فترة، لكن ذلك لا يعني أنها خالية من العيوب إن كنت تعتبر هذه الجوانب عيوبًا في المقام الأول. فمن دون هذا التقييم، يفقد المقال هدفه الأساسي.

لا يزال عدم استقرار الإشارة يشكّل تحديًا حقيقيًا يحول دون استفادة المستخدمين من السرعات القصوى لذاكرتهم. كما سيكون عليهم تقبل بطء توقيت الإقلاع، وأخيرًا يجب عليهم خفض تطلعاتهم بشأن مكاسب الأداء العملي. وهنا، يجب عليهم المقارنة بين المكاسب والتضحيات قبل اتخاذ قرارهم النهائي.

?xml>

السابق
يشارك الناس ما هي الاتجاهات المنزلية الحديثة التي يجدونها مزعجة ، وهنا 29 من أسوأ تلك
التالي
Hull KR ، Wigan Warriors ، Leigh Leopards ، St Helens on Path to Grand Final Glory

اترك تعليقاً