- سامسونج تعزز شاشاتها بذكاء Copilot من مايكروسوفت لتجربة أكثر تفاعلا.
- إدماج المساعد الرقمي يشمل الصحة، الرياضة، والطبخ ضمن المركز الحياتي.
- تراجع دور مساعد جوجل مع صعود Gemini وظهور بدائل مثل Copilot.
- المنافسة تحتدم بين سامسونج وLG لجلب تقنيات الذكاء الاصطناعي للشاشات.
قررت سامسونج تنفيذ وعدها بإدماج مساعد مايكروسوفت Copilot في أجهزة التلفاز والشاشات الذكية الخاصة بها. ويأتي هذا التوجه كجزء من استراتيجية الشركة المعروفة باسم تجربة Samsung Vision للذكاء الاصطناعي، التي تسعى إلى تقديم مستوى جديد من التفاعل بين المستخدم والشاشة.
تتيح سامسونج للمستخدمين الوصول إلى Copilot عبر الأوامر الصوتية أو من خلال جهاز التحكم عن بعد. وتهدف هذه الخطوة إلى جعل عملية البحث عن المحتوى أكثر سهولةً وذكاء، حيث يعمل المساعد على تقديم توصيات مخصصة للمستخدم بناء على تفضيلاته وسلوكياته السابقة.
توسع دور الذكاء الاصطناعي
لا يقتصر دور Copilot على تسهيل مشاهدة الأفلام أو اختيار البرامج فحسب، بل يمتد ليشمل مجالات أخرى داخل ما تسميه سامسونج بالمركز الحياتي. إذ يدخل المساعد الرقمي في مجالات مثل الصحة والرياضة والطبخ والإدارة اليومية، ما يحول الشاشة من مجرد وسيلة للترفيه إلى شريك رقمي متكامل داخل المنزل.
يعكس هذا التوجه فلسفة جديدة ترى أن التلفزيون الذكي قد أصبح منصة تفاعلية تقدم حلولًا عملية للمستخدم. وهنا يبرز دور مايكروسوفت التي أثبتت أن نماذجها للذكاء الاصطناعي قادرة على تقديم حوارات طبيعية وفعالة، وهو ما يعزز من قيمة التجربة الكاملة على شاشات سامسونج.
نهاية هيمنة مساعد جوجل
يشير إدماج Copilot في شاشات سامسونج إلى تحول متوقع في سوق المساعدات الرقمية. فبعد سنوات من الاعتماد على مساعد جوجل، بدأت الشركات الكبرى تتخلى عنه تدريجيا. وقد تم تهميشه لصالح مشروع جوجل الجديد Gemini، الذي تراه الشركة أكثر ملاءمة لمستقبلها في الذكاء الاصطناعي.
تتضح هذه السياسة من خلال قرار جوجل بإخراج مساعدها الرقمي حتى من الأجهزة التي بنيت حوله مثل شاشات Nest. وبذلك، يصبح الطريق مفتوحًا أمام بدائل أخرى مثل Copilot الذي وجد بيئة خصبة في أجهزة سامسونج.
منافسة متنامية بين سامسونج وLG
لم تكن سامسونج وحدها في هذا السباق، إذ أعلنت LG أيضا عن خطط مشابهة لجلب تقنيات مايكروسوفت الحوارية إلى شاشاتها. يعكس ذلك إدراكًا متزايدًا بين الشركات الكورية بأن مستقبل التلفزيونات لا يرتبط بجودة العرض وحدها، بل بمدى ذكاء النظام التشغيلي وقدرته على تقديم قيمة مضافة للمستخدم.
وتسعى سامسونج من خلال هذه الخطوة إلى تأكيد تميز نظامها الخاص وعدم الاعتماد على حلول خارجية بالكامل. فهي تحرص على تطوير تجربة متكاملة، معززة بمزايا حصرية تعكس هويتها التقنية وتزيد من قدرتها التنافسية.
مستقبل Gemini بين أنظمة جوجل وسامسونج
من الواضح أن Gemini الذي تراهن عليه جوجل لن يجد مكانًا مريحًا داخل أنظمة تشغيل أخرى غير Google TV. فهذا المساعد مصمم ليكون جزءًا أصيلًا من بيئة جوجل، الأمر الذي يجعله أقل توافقًا مع المنصات المنافسة. في المقابل، يبدو Copilot أكثر مرونة، حيث يمكن دمجه بسلاسة مع شاشات سامسونج دون أن يفقد قيمته.
يعكس هذا التباين اختلاف الرؤى بين جوجل وسامسونج. ففي حين تتمسك جوجل بنظام مغلق يرسخ مكانة منصاتها، تفضل سامسونج بناء نظام بيئي مستقل قادر على استيعاب تقنيات خارجية طالما تخدم المستخدم وتضيف إلى التجربة.
توفر الخدمة واختلاف المناطق
أشارت سامسونج إلى أن توفر Copilot على أجهزتها سيختلف بحسب المناطق، ولم تحدد بعد مواعيد دقيقة لبدء التحديثات. هذا يعني أن بعض المستخدمين قد يحصلون على التجربة الجديدة قبل غيرهم. ويبدو أن الشركة تتعامل بحذر مع هذا الإطلاق، ربما للتأكد من جاهزية البنية التحتية ودعم اللغات المتعددة.
ومع ذلك، فإن الإعلان عن هذه الخطوة وحده يكفي لإثارة اهتمام السوق. فهي تمثل بداية لمرحلة جديدة في طريقة تعامل الناس مع التلفزيون الذكي، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أصيلًا من التجربة اليومية.
تثبت سامسونج من خلال إدماج Copilot أنها لا تكتفي بتطوير الشاشات من حيث الجودة البصرية فحسب، بل تراهن على جعلها منصات ذكية قادرة على التفاعل مع احتياجات المستخدم. وبينما تعيد جوجل رسم خريطتها مع Gemini، تفتح سامسونج بابًا جديدًا للشراكة مع مايكروسوفت، ما يجعل المنافسة أكثر إثارة في عالم الأجهزة المنزلية الذكية.
بهذه الخطوة، يتحول التلفزيون إلى عقل رقمي مساعد، ويغدو جزءًا من منظومة أكبر تتجاوز حدود الترفيه لتشمل جوانب الحياة اليومية كافة.
?xml>