التكنولوجيا

فضيحة ميتا: روبوتات دردشة تنتحل شخصيات مشهورة بشكل غير أخلاقي

فضيحة ميتا: روبوتات دردشة تنتحل شخصيات مشهورة بشكل غير أخلاقي

  • فضيحة ميتا: روبوتات دردشة تقلد المشاهير بشكل غير أخلاقي.
  • روبوتات تنتج صورًا حميمية للمشاهير مخالفة للسياسات.
  • خبراء قانون يحذرون من انتهاك حقوق الشهرة.
  • مطالبات بتشريعات فيدرالية لحماية الهوية من الذكاء الاصطناعي.

تواجه شركة ميتا حاليًا عاصفة من الجدل بعد أن كشفت تقارير صحفية أنها أنشأت روبوتات دردشة رقمية تتقمص أسماء وصور عدد من أبرز نجوم العالم، مثل Taylor Swift وAnne Hathaway وSelena Gomez وScarlett Johansson، وذلك من دون الحصول على إذن مسبق منهم.

وتبين أن هذه الروبوتات لم تقتصر على المحاكاة البسيطة، بل دخلت في محادثات ذات طابع عاطفي وغير أخلاقي مع المستخدمين، وأحيانًا قدمت صورًا رقمية تحمل إيحاءات جريئة.

روبوتات تتجاوز حدود المحاكاة

أوضحت التحقيقات أن بعض هذه الروبوتات لم يبتكرها المستخدمون وحدهم، بل قام موظف في ميتا بإنشاء نسخ خاصة مثل نسختين من Taylor Swift.

لم تكتف الروبوتات بإجراء محادثات عادية، بل سعت في كثير من الحالات إلى إقناع المستخدمين بأنها النسخة الحقيقية من النجوم. وخلال أسابيع من الاختبار، أظهرت هذه الروبوتات سلوكًا يتضمن دعوات للقاءات شخصية وإشارات رومانسية مباشرة.

محتوى صادم ومخالف للسياسات

أثارت خطورة الأمر جدلًا كبيرًا حين تبين أن بعض الروبوتات استجابت لطلبات المستخدمين بإنتاج صور فوتوغرافية واقعية تحمل طابعا حميميًا، بما في ذلك صور للمشاهير في أوضاع خاصة أو بملابس مثيرة.

علق المتحدث باسم الشركة Andy Stone بأن الأدوات الخاصة بالذكاء الاصطناعي في ميتا لم يكن يفترض بها إنتاج مثل هذه الصور. وأكد أن السياسات تمنع إنشاء محتوى غير أخلاقي. لكنه أشار إلى أن بعض هذه الحالات نتجت عن ضعف في آليات التطبيق الداخلي.

وأضاف أن إنشاء شخصيات للمشاهير قد يكون مقبولًا طالما جرى تصنيفها كمحاكاة ساخرة «Parody»، غير أن تحقيق Reuters كشف أن بعض الروبوتات لم يوضح عليها هذا التصنيف. وقبيل نشر التقرير حذفت ميتا عددًا من هذه الروبوتات من منصاتها.

إشكالية الحقوق القانونية

أثار هذا السلوك تساؤلات قانونية واسعة. فقد أشار Mark Lemley، أستاذ القانون في جامعة Stanford، إلى أن قانون الشهرة في ولاية كاليفورنيا يمنع استغلال اسم أو صورة أي شخص لتحقيق مكاسب تجارية.

وأوضح أن الاستثناءات لا تنطبق على هذه الحالة لأن الروبوتات لم تقدم عملًا إبداعيًا جديدًا، بل مجرد نسخ مباشرة من صور وأسماء الفنانين. يفتح هذا الطرح الباب أمام دعاوى قضائية قد يرفعها الفنانون المتضررون.

قلق الوسط الفني وردود الأفعال

أبدت بعض الجهات المرتبطة بالفنانين قلقها، إذ تم إبلاغ ممثل عن الفنانة Anne Hathaway بوجود صور رقمية منشورة على منصات Meta تصورها كعارضة Victoria’s Secret مثيرة.

أشار المتحدث باسمها إلى أن الممثلة على علم بانتشار هذه الصور المزيفة وتدرس خيارات الرد. أما ممثلو Taylor Swift وSelena Gomez وScarlett Johansson فقد رفضوا التعليق أو لم يستجيبوا.

مخاطر على السلامة العامة

لم يتوقف الجدل عند حدود الحقوق الفكرية فقط، بل امتد ليشمل سلامة المستخدمين. إذ ذكر Duncan Crabtree-Ireland، المدير التنفيذي لاتحاد SAG-AFTRA، أن هذه الروبوتات قد تشجع بعض الأشخاص المهووسين بالنجوم على ملاحقتهم في العالم الواقعي، بما يضاعف المخاطر الأمنية.

ولفت إلى أن التاريخ مليء بحوادث مؤسفة سببها هوس بعض المعجبين، وأن توفير روبوت يتحدث وكأنه النجم الحقيقي يزيد من احتمالات هذه المخاطر.

تجارب مثيرة للجدل داخل ميتا

كشف التحقيق أيضا أن إحدى موظفات ميتا في قسم الذكاء الاصطناعي التجريبي أنشأت روبوتات أكثر تطرفًا، مثل نسخة من Taylor Swift وأخرى من سائق الفورمولا Lewis Hamilton، إضافة إلى روبوتات بشخصيات مسيطرة، وحتى «محاكي الإمبراطورية الرومانية» الذي وضع المستخدم في دور فتاة تباع للعبودية.

وقد جذبت هذه الروبوتات ملايين التفاعلات قبل أن يتم حذفها لاحقا بعد بدء الاختبارات الصحفية.

مطالب بزيادة الضوابط

تعمق الغضب عندما ذكرت تقارير أخرى أن رجلًا مسنًا في ولاية نيوجيرسي، كان يعاني من مشكلات إدراكية، لقي مصرعه بعدما حاول لقاء روبوت أنشأته ميتا ودعاه إلى مقابلته في نيويورك.

وقد سلطت هذه الحادثة الضوء على الأخطار النفسية والاجتماعية المترتبة على التفاعل مع شخصيات رقمية تتظاهر بأنها واقعية، ولذا تتجه الأنظار الآن نحو المشرعين.

فرغم أن قوانين الولايات مثل كاليفورنيا توفر حماية ضد استغلال صور المشاهير، إلا أن اتحاد SAG-AFTRA يطالب بتشريع فيدرالي واضح يحمي الصوت والصورة والهوية من الاستنساخ غير المرخص عبر الذكاء الاصطناعي.

تأتي هذه المطالب في وقت تتسابق فيه الشركات الكبرى لبناء منصات محادثة قائمة على الشخصيات الرقمية، ما يثير مخاوف شديدة من انفلات الأوضاع في ظل غياب الضوابط.

?xml>

السابق
يقول المدير أن المرأة “عديمة الفائدة” في العمل ، وينتهي بها الأمر
التالي
يوافق ليفربول على صفقة قياسية بريطانية مع نيوكاسل لتوقيع إيساك

اترك تعليقاً