- كوالكوم قدمت تقنية XPAN لتوسيع مدى السماعات اللاسلكية عبر الواي فاي.
- التجربة أظهرت انتقالاً سلساً بين البلوتوث والواي فاي دون انقطاع.
- شاومي Buds 5 Pro جسدت أول تطبيق عملي للصوت عبر الواي فاي.
- السماعات تتجه لتصبح أجهزة مستقلة مرتبطة بخدمات البث مباشرة.
أطلقت شاومي في بداية هذا العام سماعات لاسلكية تعتمد على الاتصال عبر الواي فاي، بينما أكدت كوالكوم أن هذه التقنية ستصبح جزءًا من سماعات الجيل القادم خلال فترة قريبة. جاء هذا التطور بعد سنوات من اعتماد المستخدمين على البلوتوث، الذي ظل يفرض قيودا على مدى الاتصال داخل المنزل أو في الأماكن المزدحمة.
وهدفت كوالكوم إلى معالجة هذا التحدي من خلال خاصية أطلقت عليها اسم XPAN، أي الشبكة الشخصية الموسعة، التي سمحت بالانتقال التلقائي من البلوتوث إلى الواي فاي عند ابتعاد المستخدم عن الجهاز المصدر للصوت.
تجربة عملية تكشف قدرات XPAN
استعرض مهندسو كوالكوم التقنية الجديدة في حدث Snapdragon Summer في هاواي، حيث جرت تجربة سماعات مرجعية غير محددة العلامة التجارية. وأظهرت التجربة أن السماعات انتقلت بسلاسة بين البلوتوث والواي فاي من دون انقطاع في تشغيل الموسيقى.
قام المستخدم بالسير مسافة ثلاثين قدمًا عن الهاتف، وهو ما يعادل تقريبًا الحد الأقصى لمدى البلوتوث، من دون أن يلحظ أي توقف في الصوت. وأوضح العرض أن XPAN لم تقتصر على تعزيز مدى البلوتوث فحسب، بل وسعت نطاق الاستماع ليشمل أي مكان تغطيه شبكة الواي فاي المحلية.
إمكانات واي فاي تفوق حدود البلوتوث
اعتمدت التجربة على هوائيات واي فاي مدمجة داخل السماعات، في حين بقي الشكل الخارجي مشابهًا لسماعات البلوتوث التقليدية. أتاح ذلك للمستخدم إمكانية الاستماع من أي زاوية داخل المنزل دون الخوف من العوائق مثل الجدران أو الأجسام البشرية التي كانت تعيق البلوتوث.
كشف دينو بيكيس، المدير العام لقسم الاتصال في كوالكوم، أن الانتقال إلى الواي فاي لم يسبب أي مشكلات في زمن الاستجابة مقارنة بالبلوتوث، مؤكدًا أن الشبكات اللاسلكية قادرة على دعم سرعة 96 كيلوهرتز اللازمة للصوت فائق الجودة.
كما أشار إلى أن التقنية مرشحة للتطور لتصل إلى 192 كيلوهرتز بما يحقق جودة حقيقية.
مستقبل الصوت عبر الواي فاي
عرضت كوالكوم خلال العامين الماضيين رؤيتها حول الصوت عبر الواي فاي من خلال منصاتها S7 و S7 Pro، غير أن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع سماعات شاومي Buds 5 Pro التي طرحت في وقت مبكر من هذا العام.
وقد دعمت هذه السماعات معيار 96 كيلوهرتز، وهو ما جعلها من أولى المنتجات التي جسدت هذه الرؤية.
وتوقعت كوالكوم أن تظهر المزيد من السماعات المزودة بشرائحها الحالية أو المستقبلية لتدعم هذه الخاصية، ما سيمنح المستخدمين تجربة مختلفة سواء في الاستماع إلى الموسيقى أو في إجراء المكالمات.
تحولات مرتقبة في تجربة المستخدم
مثَّل هذا التطور خطوة نحو مستقبل تصبح فيه السماعات اللاسلكية أجهزة مستقلة، لا تقتصر على دور الوسيط بين الهاتف ومصادر الصوت. وتوقعت الشركة أن يتمكن المستخدم قريبًا من الاتصال المباشر بخدمات البث مثل Spotify أو Apple music عبر علبة السماعات نفسها، وربما عبر شاشات صغيرة مدمجة للتحكم بالموسيقى.
بدا المشهد وكأنه إحياء لفكرة جهاز iPod، لكن بلمسة حديثة تعتمد على الاتصال الدائم بالإنترنت. كما يحتاج المستخدم بالطبع إلى الاشتراك في خدمات البث، إلا أن عنصر الحرية والاستقلالية عن الهاتف مثَّل نقلة مهمة في طبيعة الاستخدام.
ما بين الصوتيات والهاتف الذكي
فتح هذا التطور بابًا واسعًا للنقاش حول ما إذا كانت السماعات ستصبح امتدادًا للهاتف الذكي أو ستتحول إلى منصة قائمة بذاتها. فقد ركز عشاق الصوتيات على مزايا الجودة الفائقة وانخفاض زمن الاستجابة، بينما اهتم المستخدم العادي بإمكانية التحرك بحرية داخل المنزل أو المكتب من دون التفكير في مدى البلوتوث.
عززت التقنية من سهولة تلقي المكالمات في أثناء الحركة، كما أضافت قيمة جديدة للتجارب اليومية البسيطة مثل الاستماع إلى الموسيقى أثناء الطهي أو ممارسة الرياضة في أرجاء المنزل.
خطوة إلى جيل جديد من الأجهزة
أشارت هذه الابتكارات إلى أن السماعات اللاسلكية مقبلة على تحول جوهري يجعلها شبيهة بالهواتف من حيث الاتصال الدائم بالشبكات، وربما أكثر استقلالية مع مرور الوقت.
كما اتجهت الرؤية إلى جعل كل سماعة نقطة اتصال متكاملة بالعالم الرقمي، بدلًا من كونها مجرد أداة إضافية تابعة للهاتف. وحمل ذلك وعودًا بمستقبل يتيح للمستخدمين خيارات أوسع وتجارب أكثر مرونة، حيث تتلاشى الفواصل بين الأجهزة ويغدو الصوت وسيلة تواصل مباشرة مع المحتوى الرقمي أينما كان.
?xml>