- تحويل جهاز حبر إلكتروني E-ink إلى شاشة حاسوب ضمن بيئة لينكس.
- استخدام بروتوكول VNC لعرض محتوى الحاسوب والتفاعل مع الجهاز اللوحي.
- تجربة لاسلكية بالكامل توفر مرونة في وضع شاشة E-ink ضمن المكتب.
- دعم الرسم وتدوين الملاحظات على جهاز الحبر الإلكتروني أثناء العمل.
ازداد الاهتمام خلال السنوات الأخيرة بالبحث عن بدائل أكثر راحة للعين مقارنة بشاشات الحواسيب التقليدية، خاصة مع تزايد ساعات العمل أمام الشاشات. وبرزت شاشات الحبر الإلكتروني E-ink كخيار جذاب للقراءة والاطلاع الطويل، بسبب طبيعة عرضها الهادئة التي تشبه الورق المطبوع.
تحول هذا الاهتمام مؤخرًا إلى مشروع عملي قدمه مهندس برمجي أتاح من خلاله إعادة استخدام أجهزة الحبر الإلكتروني القديمة كشاشات حاسوب ضمن بيئة لينكس.
قدم المهندس البرمجي أليـريزا ألافي شرحًا تفصيليًا لمشروع اعتمد على تحويل جهاز حبر إلكتروني لوحي E-ink إلى نسخة مطابقة لشاشة ثانية موجودة في إعدادات سطح المكتب. واستند المشروع إلى استخدام بروتوكول VNC، وهو بروتوكول معروف للتحكم عن بعد في الحواسيب عبر الشبكات. وأتاح هذا الحل عرض محتوى الشاشة على جهاز الحبر الإلكتروني مع إمكانية التفاعل معه كجهاز إدخال أيضا.
التفاصيل التقنية للتجربة
اعتمد التنفيذ على فكرة عكس شاشة موجودة مسبقًا بدقة متطابقة مع دقة الجهاز اللوحي المستخدم. سمح ذلك بعرض النصوص والمستندات على شاشة الحبر الإلكتروني، في حين ظلت الشاشة الأصلية للحاسوب تعرض نفس المحتوى بشكل متزامن. وأظهر مثال الفيديو المصاحب للمشروع استخدام الجهاز اللوحي لكتابة مقالات تقنية ولقراءة مستندات طويلة، وهو ما يعكس الفائدة العملية لهذا النوع من الاستخدامات.
عمل النظام بشكل كامل عبر الشبكة دون الحاجة إلى توصيل سلكي مباشر بين الجهازين. واعتمد الاتصال على شبكة واي فاي محلية، وهو ما وفر تجربة شاشة لاسلكية بالكامل. ساهم ذلك في زيادة مرونة الاستخدام، خاصة لمن يرغب في وضع شاشة الحبر الإلكتروني في موقع مختلف عن موقع الحاسوب الرئيسي.
لاحظ مستخدمو هذه التجربة وجود تأخير ملحوظ في تحديث الصورة على شاشة الحبر الإلكتروني. ارتبط هذا التأخير بطبيعة تقنية الحبر الإلكتروني نفسها، إضافة إلى قِدم الجهاز المستخدم في التجربة. وأوضح ألافي أن هذا العامل لا يرتبط مباشرة بكفاءة بروتوكول VNC، بل بسرعة استجابة الشاشة ذاتها. وأشار إلى أن الأجيال الأحدث من شاشات الحبر الإلكتروني قد تقلل من هذا التأخير بشكل ملحوظ.
فتح المشروع الباب أمام استخدامات متعددة. وسمح تحويل الجهاز اللوحي إلى شاشة وإلى أداة إدخال باستخدامه كمساحة للرسم أو تدوين الملاحظات، وهو ما يوسع من إمكانيات الاستفادة منه ضمن بيئات العمل التقنية. كما ساهم هذا الدمج بين العرض والإدخال في جعل الجهاز جزءًا فعليًا من تجربة سطح المكتب.
خطوات إعداد جهاز الحبر الإلكتروني E-ink
شرح ألافي خطوات الإعداد بشكل مبسط في مدونته الشخصية، حيث بدأ الإعداد بتثبيت حزمة VNC مناسبة، مثل TigerVNC، ثم إعداد الصلاحيات للمستخدمين الذين يمكنهم الوصول إلى الخادم. تطلب الإعداد أيضًا تحديد دقة العرض ونسبة الأبعاد بدقة تامة لتتطابق مع مواصفات شاشة الحبر الإلكتروني. واستغرق تنفيذ هذه الخطوات نحو عشرين دقيقة عند الاستعانة بإرشادات موسوعة Arch Linux.
انتقل الاتصال بعد ذلك إلى الجهاز اللوحي عبر تثبيت تطبيق VNC متوافق مع نظام أندرويد، مثل AVNC. وتم إدخال عنوان الشبكة ورقم المنفذ المناسب للاتصال بالخادم الذي يعمل على الحاسوب. وقد غطت المدونة تفاصيل إضافية تتعلق بتشغيل النظام تلقائيًا عند الإقلاع أو تشغيله يدويًا باستخدام سكربتات بسيطة.
أشار التقرير إلى مجموعة من القيود التي ينبغي أخذها في الاعتبار قبل تنفيذ هذا الحل. اعتمد المشروع على استنساخ شاشة موجودة بالفعل، وهو ما يعني التضحية بإحدى الشاشات الأساسية للحاسوب. ولم يوفر الحل إضافة شاشة ثالثة مستقلة بالمعنى التقليدي، رغم أن وجود نسخة ملونة من محتوى شاشة الحبر الإلكتروني على شاشة أسرع قد يفيد في أعمال المتابعة أو التصحيح.
اشترط التنفيذ أيضا استخدام جهاز حبر إلكتروني يعمل بنظام أندرويد، وقادر على تثبيت وتشغيل تطبيقات VNC. واستبعد ذلك الشاشات المستقلة أو الأجهزة التي تعمل بأنظمة تشغيل مغلقة أو غير متوافقة. ورغم هذه القيود، عكس المشروع إمكانية إعادة توظيف الأجهزة القديمة ضمن بيئات العمل الحديثة.
أرى أن هذا العرض يشير إلى تطور سوق شاشات الحبر الإلكتروني التجارية E-ink. فقد قدمت بعض الشركات شاشات مخصصة للحواسيب بدقة عالية وأحجام كبيرة، وإن كانت أسعارها مرتفعة مقارنة بالشاشات التقليدية. كما أظهر هذا المشروع، في المقابل، خيارًا أقل تكلفة يعتمد على حلول برمجية مفتوحة المصدر، ويوفر تجربة قراءة أكثر راحة لمن يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات.