شرح سورة القصص من 20 الى 26

شرح سورة القصص من 20 الى 26
شرح سورة القصص من 20 الى 26

نعرض لكم شرح سورة القصص من 20 الى 26 في موقع لكافة القراء والمتاعبين لنا في الوطن العربي حيث الصحيحة الرائجة على شبكة الإنترنت.

قال تعالى : {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} [القصص : 20 ، 28] .

تفسير مجمع البيان

- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :

{وجاء رجل من أقصى المدينة} أي : آخرها فاختصر طريقا قريبا حتى سبقهم إلى موسى {يسعى} أي يسرع في المشي فأخبره بذلك وأنذره وكان الرجل حزقيل مؤمن آل فرعون وقيل رجل اسمه شمعون وقيل سمعان {قال يا موسى إن الملأ} أي الأشراف من آل فرعون {يأتمرون بك} أي يتشاورون فيك عن أبي عبيدة وقيل يأمر بعضهم {ليقتلوك فاخرج} من أرض {إني لك من الناصحين} في هذا يقال نصحته ونصحت له .

وثم بين سبحانه خروج موسى من مصر إلى مدين فقال {فخرج منها} أي من مدينة فرعون {خائفا} من أن يطلب فيقتل {يترقب} الطلب {قال رب نجني من القوم الظالمين} قال ابن عباس خرج موسى متوجها نحو مدين وليس له علم بالطريق إلا حسن ظنه بربه قال رب نجني من فرعون وقومه وقيل أنه خرج بغير زاد ولا ماء ولا حذاء ولا ظهر وكان لا يأكل إلا من حشيش الصحراء حتى بلغ ماء مدين {ولما توجه تلقاء مدين} التوجه صرف الوجه إلى جهة من الجهات وقوله هذا المعنى يتوجه إلى كذا أي هو كالطالب له يصرف وجهه إليه قال الزجاج معناه ولما سلك في الطريق الذي يلقى مدين فيها وهي على مسيرة ثمانية أيام من مصر نحو ما بين البصرة إلى الكوفة ولم يكن له علم بالطريق .

ولذلك {قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل} أي يرشدني قصد السبيل إلى مدين وقيل سواء السبيل وسطه المؤدي إلى النجاة لأن الأخذ يمينا وشمالا لا يباعد عن طريق الصواب وقيل أنه لم يقصد موضعا بعينه ولكنه أخذ في طريق مدين وقال عكرمة عرضت لموسى أربعة طرق فلم يدر أيتها يسلك ولذلك قال عند استواء الطرق له {عسى ربي أن يهديني سواء السبيل} فلما دعا ربه استجاب له ودله على الطريق المستقيم إلى مدين وقيل جاء ملك على فرس بيده عنزة فانطلق به إلى مدين وقيل أنه خرج حافيا ولم يصر إلى مدين حتى وقع خف قدميه عن سعيد بن جبير .

{ولما ورد ماء مدين} وهو بئر كانت لهم {وجد عليه أمة من الناس يسقون} أي جماعة من الرعاة يسقون مواشيهم الماء من البئر {ووجد من دونهم امرأتين تذودان} أي تحبسان وتمنعان غنمهما من الورود إلى الماء عن السدي وقيل تذودان الناس عن مواشيهما عن قتادة وقيل تكفان الغنم عن أن تختلط بأغنام الناس عن الحسن فترك ذكر الغنم اختصارا {قال} موسى لهما {ما خطبكما} أي ما شأنكما وما لكما لا تسقيان مع الناس عن ابن إسحاق {قالتا لا نسقي} عند المزاحمة مع الناس {حتى يصدر الرعاء} مر معناه أي حتى ينصرف الناس فإنا لا نطيق السقي فننتظر فضول الماء فإذا انصرف الناس سقينا مواشينا من فضول الحوض عن ابن عباس وقتادة .

{وأبونا شيخ كبير} لا يقدر على أن يتولى السقي بنفسه من الكبر ولذلك احتجنا ونحن نساء أن نسقي الغنم وإنما قالتا ذلك تعريضا للطلب من موسى أن يعينهما على السقي وقيل إنما قالتا ذلك اعتذارا إلى موسى في الخروج بغير محرم {فسقى لهما} معناه فسقى موسى غنمها الماء لأجلهما وهو أنه زحم القوم عن الماء حتى أخرجهم عنه ثم سقى لهما عن ابن إسحاق وقيل رفع لأجلهما حجرا عن بئر كان لا يقدر على رفع ذلك الحجر عنها إلا عشرة رجال وسألهم أن يعطوه دلوا فناولوه دلوا وقالوا له انزح إن أمكنك وكان لا ينزحها إلا عشرة فنزحها وحدة وسقى أغنامهما ولم يستق إلا ذنوبا(2) واحدا حتى رويت الغنم .

{ثم تولى إلى الظل} أي ثم انصرف إلى ظل سمرة فجلس تحتها من شدة الحر وهوجائع {فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} قال ابن عباس سأل نبي الله فلق خبز يقيم به صلبه وقال أمير المؤمنين عليه أفضل الصلوات والله ما سأله إلا خبزا يأكله لأنه كان يأكل بقلة الأرض لقد كانت خضرة البقلة ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذب لحمه قال الأخفش يقال فقير إليه وفقير له قال ابن إسحاق فرجعتا إلى أبيهما في ساعة كانتا لا ترجعان فيها فأنكر شأنهما وسألهما فأخبرتاه الخبر فقال لإحداهما علي به فرجعت الكبرى إلى موسى لتدعوه .

فذلك قوله {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} أي مستحيية معرضة عن عادة النساء الخفرات وقيل أراد باستحيائها أنها غطت وجهها بكم درعها عن عمر بن الخطاب وقيل هو بعدها من النداء عن الحسن قال فو الله ما كانت ولاجة ولا خراجة ولكنها كانت من الخفرات اللاتي لا يحسن المشي بين أيدي الرجال والكلام معهم وقيل أراد أنها كانت تمشي عادلة عن الطريق {قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا} أي ليكافئك على سقيك لغنمنا وأكثر المفسرين على أن أباها شعيب (عليه السلام) وقال وهب وسعيد بن جبير هو يثرون ابن أخي شعيب وكان شعيب مات قبل ذلك بعد ما كف بصره ودفن بين المقام وزمزم وقيل يثروب وقيل هو اسم شعيب لأن شعيبا اسم عربي .

قال أبو حازم لما قالت {ليجزيك أجر ما سقيت لنا} كره ذلك موسى وأراد أن لا يتبعها ولم يجد بدا من أن يتبعها لأنه كان في أرض مسبعة وخوف فخرج معها وكانت الريح تضرب ثوبها فتصف لموسى عجزها فجعل موسى يعرض عنها مرة ويغض مرة فناداها يا أمة الله كوني خلفي وأرني السمت بقولك .

فلما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء مهيئا فقال له شعيب اجلس يا شاب فتعش فقال له موسى أعوذ بالله قال شعيب ولم ذاك أ لست بجائع قال بلى ولكن أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما وأنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من عمل الآخرة بملك الأرض ذهبا فقال له شعيب لا والله يا شاب ولكنها عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام قال فجعل موسى يأكل وذلك قوله {فلما جاءه وقص عليه القصص} أي فلما جاء موسى شعيبا وقص عليه أمره أجمع من قتل القبطي وأنهم يطلبونه ليقتلوه {قال} له شعيب {لا تخف نجوت من القوم الظالمين} يعني فرعون وقومه فلا سلطان له بأرضنا ولسنا في مملكته .

ثم ذكر سبحانه أمر موسى في مدين وانصرافه عنه فقال {قالت إحداهما} أي إحدى ابنتيه واسمها صفورة وهي التي تزوج بها واسم الأخرى ليا وقيل إن اسم الكبرى صفراء واسم الصغرى صفيراء {يا أبت استأجره} أي اتخذه أجيرا {إن خير من استأجرت القوي الأمين} أي خير من استعملت من قوي على العمل وأداء الأمانة قال عمر بن الخطاب لما قالت المرأة هذا قال شعيب وما علمك بأمانته وقوته قالت أما قوته فلأنه رفع الحجر الذي لا يرفعه كذا وكذا وأما أمانته فإنه قال لي امشي خلفي فأنا أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف لي عجزك وقيل القوي في نزعه الحجر من البئر وكان لا يستطيعه إلا النفر . الأمين في غض طرفه عنهما حين سقى لهما فصدرتا وقد عرفتا قوته وأمانته فلما ذكرت المرأة من حاله ما ذكرت زاده ذلك رغبة فيه .

{قال إني أريد أن أنكحك} أي أزوجك {إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج} أي على أن تكون أجيرا لي ثماني سنين {فإن أتممت عشرا فمن عندك} أي ذلك تفضل منك وليس بواجب عليك وقيل معناه على أن تجعل جزائي وثوابي إياك على أن أنكحك إحدى ابنتي أن تعمل لي ثماني سنين فزوجه ابنته بمهر واستأجره للرعي ولم يجعل ذلك مهرا وإنما شرط ذلك عليه وهذا على وفق مذهب أبي حنيفة والأول أصح وأوفق لظاهر الآية {وما أريد أن أشق عليك} في هذه الثمانية حجج وإن أكلفك خدمة سوى رعي الغنم وقيل وما أشق عليك بأن آخذك بإتمام عشر سنين .

{ستجدني إن شاء الله من الصالحين} في حسن الصحبة والوفاء بالعهد وإنما علق الصلاح بمشيئة الله لأن مراده إن شاء الله تبقيتي فمن الجائز أن يخترمه الله ولا يفعل الصلاح الديني الذي يريده وحكى يحيى بن سلام أنه جعل لموسى كل سخلة توضع على خلاف شية أمها فأوحى الله إلى موسى في المنام أن ألق عصاك في الماء ففعل فولدن كلهن على خلاف شيتهن وقيل أنه وعده أن يعطيه تلك السنة من نتاج غنمه كل أدرع (3) ، وأنها نتجت كلها درعا وروى الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سئل أيتها التي قالت إن أبي يدعوك قال التي تزوج بها قيل فأي الأجلين قضى؟ قال أوفاهما وأبعدهما عشر سنين قيل فدخل بها قبل أن يمضي الشرط أو بعد انقضائه قال قبل أن ينقضي قيل له فالرجل يتزوج المرأة ويشترط لأبيها إجارة شهرين أ يجوز ذلك قال إن موسى علم أنه سيتم له شرطه قيل كيف قال علم أنه سيبقى حتى يفي .

{قال} موسى {ذلك بيني وبينك} أي ذلك الذي وصفت وشرطت علي فلك وما شرطت لي من تزويج إحداهما فلي وتم الكلام ثم قال {أيما الأجلين} من الثماني والعشر {قضيت} أي أتممت وفرغت منه {فلا عدوان علي} أي لا ظلم علي بأن أكلف أكثر منها وأطالب بالزيادة عليهما {والله على ما نقول وكيل} أي شهيد فيما بيني وبينك عن ابن عباس . .

نشكرك على قراءة شرح سورة القصص من 20 الى 26 في الموقع ونتمنى أن تكون قد حصلت على التي تبحث عنها.

لقد قرأت شرح سورة القصص من 20 الى 26 في الموقع بالتفصيل الكامل 2021 ويمكنك من خلال أزرار المشاركة الموجود، مشاركة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وسوف نسعى لكي نحصل على الجديد ما تبحثون عنه، لكي نساعدكم في معرفته.